"أول عيد بدون أمن دولة"؛ "أول عيد بدون قيود"، "العيد بدون مبارك عيد مبارك"، "هذا العيد سيكون الأول بدون تحرش جماعي"، "أبرز ملامح العيد هذا العام اختفاء عربات الأمن من أمام ساحات الصلاة"... بهذه الكلمات عبر مصريون عن فرحتهم هذا العام بقدوم أول عيد بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، فهو أول عيد يعيشه المصريون بدون مبارك منذ أكثر من ثلاثة عقود!!
"إسلام أون لاين" استطلعت آراء عدد من الشباب المصري؛ حول "طعم العيد في مصر هذا العام"؛ وما هي مشاعر المصريين وهم يستقبلون أول عيد بعد ثورة 25 يناير؟، وما هي أبرز ملامح العيد هذا العام؟.
أول عيد بدون أمن الدولة!!
يقول أحمد عبد الرحمن - مهندس كمبيوتر وإنترنت: "يكفي أنه أول عيد بدون أمن الدولة، إضافة إلى إحساسي وإحساس كل مصري بأنه قد أصبح حرًا في بلده، وهو شعور بحالة من السعاده لا توصف، فضلا عن إحساس عوام الناس في مصر بضرورة التوحد، لأن الكل يشعر أن مصر أصبحت اليوم عائلة واحدة، تذهب لصلاة العيد وهي في منتهى الفرح والسعادة".
متفقة مع الرأي السابق، تقول شيماء مأمون - صحفية-: "يكفي أنه أصبح من السهل أن نصلي العيد في الساحات دون تلصص أعين الأمن بين الصفوف، ومما يزيدني فرحًا هذا العام هو شعوي وكأنني كنت بين قضبان السجون قابعه فيها، حتي فقدت أبسط معاني الإحساس؛ فجاءت الثورة فحررتني وخلصتني من السجن"!
وتابعت لكنها " فرحه يشوبها الترقب لحال مصر ومستقبلها، وإن كنا نأمل أن يكون الغد أفضل"؛ مشيرة إلى أن أبرز ملامح العيد هذا العام "اختفاء عربات الامن من أمام ساحات الصلاة، وفرحه وانتصار كل مصري عاش مظلومًا طيلة عهد مبارك".
أما نوال بيومي - باحثة اقتصادية، فقالت: "أنا أشعر بسعادة كبيرة؛ لم أشعر بها من قبل، لأنني هذا العام أشعر بالحرية التى يتنفسها كل إنسان في مصر، كما أشعر لأول مرة بأن عندنا كرامة بجد، وأننا كمصريين أصبح العالم كله ينظر إلينا بإعجاب"؛ وأضافت: "أشعر وكأننا كنا عايشين في كابوس، وأخيرًا صحونا منه، وأننا بحق نعيش شعورًا بالفخر، يلخصه شعار (ارفع رأسك فوق أنت مصري)".
وردًا على سؤال: وما هي أبرز ملامح فرحة العيد هذا العام؟؛ أجابت بيومي : "طبعًا غياب الفساد؛ الذي كان يملأ الأجواء طوال عهد مبارك؛ وخاصة فى وسائل الإعلام؛ التى ولأول مرة تعكس إلى حدٍ كبير صدق التوجه، وشعورنا بأن مصرنا عادت إلينا، وأن البلد أصبحت بلدنا فعلا، ويكفى أن كل إنسان بعد الثورة أصبح من حقه أن يعبر عن رأيه بصراحة وبمنتهى الحرية مهما كان رأيه".
عيد بلا تحرش جماعي!
أما هدى فايق - صحفية - فتؤكد أنه "منذ سنوات والعديد من النساء في مصر أصبحن يتجنبن نزول الشارع في أيام العيد خوفًا من ظاهرة التحرش الجماعي التي دائما ما كانت تشهدها الأعياد، لكن هذا العام أنا متأكدة أنه لن يحدث تحرش، لأن الناس تغيرت، والناس التي كانت تشاهد هذه الأفعال المشينة لمدة سنين يحدث أمامها لن تسكت عليه اليوم بعد الثورة".
وردًا على سؤال: وكيف ترين العيد هذا العام بدون مبارك لأول مرة منذ 30 سنة؟!؛ قالت فايق: "مبارك في الحقيقة لم يكن له أثر مباشر في العيد؛ اللهم إلا صورته التي كانت تظهر في نشرات الأخبار التي كان المصريون قد كفوا عن مشاهدتها"؛ معتبرة أن "الواحد لأول مرة يشعر بكرامته ومواطنته، ويشعر أن هذه بلدنا، وأننا هنعيد فيها ونفرح فيها".
وأطلقت حركة "ولاد البلد" في الإسكندرية مبادرة تطوعية لعيد آمن بلا تحرش، كما دشن العديد من النشطاء حملات على موقع "الفيسبوك" لنفس السبب.
عيد بطعم الثورة!
بدوره يقول وليد كساب - معد برامج بإحدى الفضائيات-: " في اعتقادي أن العيد هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة؛ حيث الطعم الثوري المميز الذي انتظرناه طويلا، ويكفي أن أنقل لك صورة لمسجد من مساجد دمنهور، صليت فيه أول أمس، فوجدته مكتوبًا عليه: (حصريا ولأول مرة.. اعتكاف بدون اعتقال)".
ويضيف كساب: "كانت الليالي السابقة على العيد تشهد استنفارا أمنيا غير مسبوق، أما الآن فالوضع مختلف، كما كنا من قبل نفتقد طعم العيد الذي عرفناه صغارًا.. نفرح بالملابس الجديدة ولو كانت بسيطة، كما نفرح باللعب وإن تشاجرنا بشأنها، فلما كبرنا اختلف طعم العيد حيث الحرية التي افتقدناها"؛ معتبرًا أن "العيد بدون مبارك هو عيد بلا شك عيد مبارك".
وردًا على سؤال: ما هي أبرز ملامح فرحة العيد هذا العام؟؛ أجاب كساب: "أبرز الملامح هي توحد الجميع في مواجهة الأخطار؛ مهما اختلفت النزعات، وتعددت المشارب والإيدلوجيات، وأعتقد أننا سنفرح بالعيد ربما أكثر مما يفرح به صغارنا، وستكتمل فرحتنا بسقوط الطغاة واحدا تلو الآخر"!.
ما رايكي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟